ـٍالسٍلام عليكمْ
مَقال رائِع جداً .. إستمتعوآ
عندما أتى نور الإسلام ليُنير ظلام العقول جعل من أولوياته تحطيم الإعتقادات التي من شأنها تعطيل العقول ومنها عصمة الأباء!
وقد أشار الله سبحانه وتعالى لذلك بقوله [وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا[ فجاء رد الله عليهم بقوله جل وعلا ]أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ] {البقرة:170}
وقال تعالى [وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ] {المائدة:104}
وقال تعالى [بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ] {الزُّخرف:22}
وقال تعالى [وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ] {الزُّخرف:23}
كرر الله هذه القضية في القرآن لأهميتها
فعندما ينظر الإنسان لآبائة وأسلافة بعصمة فإنه يقتل بذلك كل إبداع قد ينمي المجتمعات ويساعد في تطوير مسار الأمة والبشرية.
والأخطر من ذلك هو تخطيئ المخالف لمعتقدات آبائة وآسلافة ومحاولة هدم مشروعة بحجة إنه خالف أسلافة "المعصومين" .
فتراه يبحث في كتب و إصدارات المجددين لا للإستفاده إنما ليعرض تلك النصوص التجديدية على نصوص آبائة وأسلافة فيمضي ما توافق معها ويرد ويحارب ويبدّع ما خالفها وكأن كلام أسلافة قرآن لا يأتيه الباطل أبدا ونسي أو تناسى أن آبائه وأسلافه أجتهدوا حسب زمنهم ومجتمعهم وفهمهم!
بعد وفاة أبو بكر الصديق أتى عمر رضي الله تعالى عنهما وغير كثير من سياسة أبو بكر وأفعاله منها أنه أعاد السبايا التي أخذوها من المرتدين والتي رفض أبو بكر أن يعيدها وجعل القادة يرجعون إليه في كل شيء بعكس تفويض أبو بكر لهم .
إن عمر رضي الله عنه كان أعرف الناس بفضل أبي بكر رضي الله عنه لكن لم يكن من مقدسي السلف رغم فضل أكثرهم .
ولما مات عمر رضي الله عنه حصر الخلافة في ستة من الصحابة ثم رشحوا أثنين منهم وهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فأتى عبدالرحمن بن عوف إلى علي وقال له مجتهدا : أبايعك على أن تسير على خطى الشيخين "أبي بكر وعمر" فرفض ذلك رغم معرفتة بفضل الشيخين وحسن سيرتهما في الخلافة ,,إلا أنه نظر نظرة مستقبلية وأيقن أن الزمان يتغير ويتغير معه المنهج لا "المبادئ" .
وهناك خلط كبير بين "المنهج" و "المبادئ" فالمنهج يتغير بتغير الزمان والمكان والحاجة ,,أما المبادئ فهي ثابتة لا تتغير
أنا هنا لا أريد أن يقتنع أحد بما يقدمة الآخر !!
فإن لم يتوافق ما يطرحة مع ما تعتقدة فلا يطالبك أحد بتبني أو أخذ ما يقوله كدين أو منهج ,,إنما أجعل قاعدتك في ما يطرح في الساحة "الفكرية" ما قاله أحد التابعين "كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب" فالقرآن الكريم استنبط الاحكام منه بشر مجتهدون يصيبون ويخطئون فليس كل من خالف أولئك المجتهدين بالضرورة منحرف أو ضال أو مبتدع !
كن بنّاء و أشتغل على مشروعك ولا تكن هداما ليس لديه هم إلا هدم مشاريع الغير فكلنا نملك نفس المبادئ ولكن مناهجنا إختلفت وجميعنا لديه نفس الهدف وهو نهضة الأمة .
إن التفرقة والتشرذم من أخطر معيقات النهضة وأهم أسباب الفرقة هي "عصمة الآباء"