رحلة من الحقيقة الى النسيان

...يستلقي كعادته و في مكانه المعتاد فهو قلما ما يبرحه .هكذا كانت حياته في ضل أسرته الغنية التي طالما اعتبرها تهتم بالعمل دون إعطاء أهمية ووقت كافيين للعائلة .من هنا كان حلم وحيد أن تتغير هذه المعالم و تصبح الأسرة حيوية و ذات طابع اجتماعي .لكن وحيد لم يكن يعلم بما سيحدث فأمنيته على وشك أن تتحقق لكن ليس بنفس ما تمناه.وعلى غير العادة و في احد الأيام ارتمى وحيد في سريره لينام لكنه لم يكن يعلم انه سيذهب في رحلة الاعودة .بعد إغفائه تحول كل شيء فمن هنا كانت النهاية و كانت البداية .لينتقل وحيد من زمن الحقيقة إلى زمن الحلم .وحيد الطفل الصغير في كنف أسرته المتواضعة مع إخوته و أبويه يرمي بنفسه من هنا إلى هناك و يلعب بما يوجد على الأرض .الأب عامل بسيط ألام ربت بيت و أخواه صفاء و احمد هذه كانت حياته حياة بسيطة مليئة بالمفاجئات و اللحظات الرائعة .بعد مرور سنوات هاهو وحيد يقف ويتذكر ما جادت به الذاكرة من زمن الطفولة أربعة عشر سنة هذا الطفل الناضج المتطلع للمستقبل و الذي يريد من حياته ان تكون أفضل فهو دائما منشغل مع أسرته بالضحك و النقاش و الإبحار في عوالم غريبة حيث يحكي الأب قصصا مشوقة و تجد الكل يأخذ له مكانا ليكون في الاستماع بالإضافة إلى كل هذا كانت الأسرة كل صباح تجتمع عند مائدة الإفطار تناقش أعمال اليوم .تضيع الأيام وسط الزمن و تتالى الأحداث ها هو ذا و حيد ذو الثمانية عشر سنة الشاب الذي كرس حياته لتكون الأفضل و بلا علم مسبق منه لم يعرف أن الحياة ستعود به من حيث أتى لكنها جردته من ذكرياته الحقيقية فعندما كان يحلم أخذت الأحلام مكان الحقيقة و في احد الأيام كان وحيد يتناقش و صفاء

وحيد صفاء ألا تعتقدين أن ما نحن فيه ما هو إلا حلم و أن الحقيقة ضائعة

صفاء يبدو انك لم تنم بما يكفي

وحيد لا أنا جاد فهذا موضوع محير هل أنا موجود

صفاء طبعا موجود و إلا لما تحدثني فانا لست خيالا

وحيد اصفعيني إذا

صفاء هل جننت لا أستطيع

وحيد اصفعيني و لا لن اعرف ما الحقيقة و ما الخيال

فصفعته صفاء و من هنا تغير كل شيء استفاق وحيد في عالم أخر في منزل و في ضل أسرة أخرى لم يعرف أن ذكرياته محيت اعتقدت الأسرة أن خطبا ما حدث لم يعرفوا ما العمل و رغم الأطباء بقي وحيد يفتش عن أسرته الضائعة أو بالاحرى حلمه الضائع و بعد مرور اشهر عرف وحيد انه إذا أراد أن يعود إلى أسرة الحلم ما عليه سوى أن ينام و في الصباح سيكون في أسرة الحقيقة ف الحقيقة و الحلم طريقان لوجهة مختلفة و الوحدة تكمن في عدم تصديق الأشياء و إهمال التفاصيل